وعن محمد بن سلاّم قال، قال هلال بن عطية لبشّار؛ وكان يمازحه: إنّ الله عزّ وجلّ لم يذهب بصر أحد إلاّ عوّضه منه شيئا فما عوّضك؟ قال: الطويل العريض! قال: وما هو؟ قال: ألاّ أراك ولا أرى أمثالك من الثقلاء! ثم قال له:
يا هلال! أتطيعني في نصيحة أخصّك بها؟ قال: نعم! قال: إنك كنت تسرق الحمير زمانا ثم تبت وصرت (٦٨) رافضيا فعد إلى سرقة الحمير-والله-خير لك من الرفض! وكان هلال يستثقل فقال فيه (من الوافر):
وكيف يخفّ لي بصري وسمعي ... وحولي عسكران من الثقال
قعودا حول دسكرتي وعندي ... كأنّ لهم عليّ فضول مال
إذا ما شئت صبّحني هلال ... وأيّ الناس أثقل من هلال
ذكر سنة خمس وستين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراع واجد وعشرة أصابع. مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وأربعة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المهدي محمد بن عبد الله المنصور بالله. وعزل سالما وأبا قطنة وولّى مكانهما إبراهيم بن صالح حربا وخراجا. والقاضي ابن اليسع بحاله.