أمّا يونس، عليه السلام، بعثه الله تعالى بعد <أن> التقمه الحوت، على قول. وقال وهب: إنّه قبلما التهمه الحوت؛ وهو المتّفق عليه. وإنّه أرسل إلى أهل مدينة نينوى-وقيل: هي الموصل-وأنّه في أوّل الأمر كذّبوه، فتوعّدهم بالعذاب، وخرج من بين أظهرهم. فلمّا رأى قومه إمارات العذاب ضجّوا وبكوا وتابوا إلى الله تعالى وآمنوا. فكشف الله، عزّ وجلّ، عنهم العذاب. وسأل عنهم يونس، فقيل: إنّهم لم يعذّبوا، ولم بعلم بما كان من توبتهم، ف {ذَهَبَ مُغاضِباً}، كما أخبر الله تعالى عنه، خوفا أن يرجع إليهم. فقال له: كذبت. وركب دجلة، فكان من أمره ما قصّه الله تعالى في كتابه العزيز.
ذكر زكريّا، عليه السلام
وأمّا زكريّا، عليه السلام، فهو ابن حنّا من ولد سليمان بن داود، ويقال: زكريّا بن أدن. وكان هو وعمران، أبو مريم، قد تزوّجا أختين، إحداهما عند زكريّا، وهي أم يحيى، والأخرى عند عمران، وهي أم مريم.
ولمّا ولدت مريم، كفلها زكريّا لموت أبيها، وقيل: بل لضعف أبيها عن