ثم جئ بسعد بن أبى وقّاص، فقيل له: بايع! فقال: يا أبا الحسن، إذا لم يبق غيرى بايعتك، فقال: خلّوا سبيل أبى إسحاق! وبعث إلى محمّد بن مسلمة الأنصارى، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمرنى إذا اختلف النّاس أن أخرج بسيفى، فأضرب به عرض أحد، حتى ينقطع، فإذا انقطع أتيت بيتى فقعدت فيه لا أبرح، حتّى تأتينى يد خاطفة، أو منيّة قاضية، قال فانطلق إذا.
وكان عمّار بن ياسر قال لعلىّ عليه السّلام يوم قتل عثمان: لتنصبنّ لنا نفسك، أو لنبد أنّ بك.
وتخلّف عن بيعة علىّ عليه السّلام أهل الشام، وأشار المغيرة بن شعبة على علىّ أن يقرّ معاوية بالشام، وأن يولّى طلحة والزبير حتى يستقيم له الأمر، فأشار ابن عبّاس بأن لا يفعل، ثم كان من طلحة والزبير ما يأتى ذكره فى وقعة الجمل مع عائشة، رضى الله عنهم أجمعين.
ذكر سنة ست وثلاثين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم سبعة أذرع وثمانية عشر إصبعا، تبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وإصبعين.
ما لخّص من الحوادث
الإمام علىّ كرّم الله وجهه أمير المؤمنين بالمدينة إلى حين خروجه إلى العراق، فيها فرّق عمّاله إلى الأمصار، فبعث عثمان بن حنيف إلى البصرة، وعمارة بن شهاب إلى الكوفة، وعبيد الله بن عبّاس اليمن، وقيس بن سعد مصر، وسهل بن حنيف