وركبت معه الساحرة معمن اختاره من خواصّه. ولمّا توسّط النيل هاج عليه البحر بالرياح، فاقلبه ذلك الزورق فغرق هو ومن معه، وأصبح الناس شاكّين في أمره، لا يعلمون ما نزل به، إلى أن وجدت جثّته طافية، وعرف بخاتمه وبجوهر كان متقلّدا به، فحمل إلى ناؤوسه في غربيّ النيل، وقدّم الوزير ولده مقاريوس.
<ذكر مقاريوس>
وجلس مقاريوس على سرير الملك وهو صبيّا، وبايع له الجيش على كره منهم، ثمّ أوعدهم الخير فرضوا به. ويسميّه أهل الأثر: معدان. وهو خامس الفراعنة بمصر. وكان في زمانه طوفان أضرّ ببعض البلاد فكرهه بعض الناس واستاشموا به.
وكبر بنو يوسف، عليه السلام، وعابوا الأصنام وباينوها. وهلك أيضا وزير أبوه فاستوزر كاهنا يقال له: املاده. فلمّا رأى فعل الإسرائيليّين أنكره، وأشار أن يفردوا بناحية من البلد ولا يختلطوا مع القبطيّين. فقطعوا لهم موضعا في قبليّ منف، اجتمعوا إليه وعملوا لأنفسهم متعبّدا. (١٣٧) وكانوا يتلون صحف إبراهيم، عليه السلام. وإنّ رجلا من القبط رأى امرأة