لمّا بويع رضى الله عنه صعد المنبر فقال بعد أن حمد الله وصلّى على النبى صلّى الله عليه وسلم:
أيّها الناس، إنّ أوّل كلّ مركب صعب، وإنّ بعد اليوم أيّاما، وإن أعش فستأتيكم الخطبة على وجهها، فما كنّا خطباء، وسيعلّمنا الله، وكان من قضاء الله تعالى أنّ عبيد الله بن عمر أصاب الهرمزان من المسلمين، ولا وارث له إلاّ المسلمون عامّة، وأنا إمامكم، وقد عفوت عنه، فتعفون؟ قالوا: نعم، فقال علىّ:
لقد فسق، فإنّه أتى عظيما، قتل مسلما بلا ذنب. وقال لعبيد الله: يا فاسق، لئن ظفرت بك يوما لأقتلنّك بالهرمزان، (٢١١) وروى أنه لما أعطى عثمان رضى الله عنه من العهد لعبد الرحمن ما أعطى، وبايعه عبد الرحمن، قال الزبير: نفعت الختونة يا ابن عوف، لأنّ محمّد بن عبد الرحمن بن عوف تزوّج ابنة عثمان، فقال عبد الرحمن:
كلاّ، ولكنّى وجدته أرضى فى أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم منك.
وكان سبب قتله (١) الهرمزان أنّ عبد الرحمن بن أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه قال: مررت على قاتل عمر أبى لؤلؤة، ومعه الهرمزان وجفينة، وهم نجّى، فلمّا بغتّهم ثاروا، فسقط من بينهم خنجر له رأسان، ونصابه فى وسطه، فانظروا الخنجر الذى قتل به عمر، فنظروه على النعت الذى نعته عبد الرحمن، فانطلق عبيد الله بن عمر حين سمع ذلك، ومعه السيف، فدعا الهرمزان، فلمّا خرج إليه