فلما وردوا القطقطانة، وهى قرية خراب فى البرّ، بينها وبين الكوفة ستة وثلاثون ميلا، وذلك يوم الأربعاء قبل يوم عرفة بيوم، من سنة ثلاث وتسعين ومئتين خلّفوا بها الخدم والأموال والسواد والحريم.
ثم أمرهم أن يلحقونه <إلى> عين الرحبة، على ستة أميال بين الكوفة <و> القادسية. ثم اشتوروا كيف يكون هجومهم الكوفة.
فقال قائل: ليلا فلا يتحرك أحد إلا قتلناه، ويخرج إلينا وإليها فى قلة فنأخذه أو نقتله.
وقال آخر: نمهل إلى أن يدخلها عشية فى يوم العيد والجند سكارى والبلد خال. فنقصد باب إسحاق واليها وهو غافل فنأخذه.
فهو أذل لهم ولا يقاومنا بعده أحد.
وكانت شحنة الكوفة يومئذ سبعة آلاف رجل، إلا أنّ المقيم بالكوفة يومئذ أربعة آلاف من المصريين والشاميّين وغيرهم. والناس بها أحياء، والبلد على غاية الاجتماع والحسن وكثرة الناس، والحاج بمكة قد خرجوا على أحسن حال.