ثم افترقوا، فصارت الفرقة التى رضيت قتله إلى ناحية عين التمر، وتخلّف على الماء الذى كانوا عليه من كره قتله. واتصل الخبر بزكرويه لعنه الله، والقاسم بن أحمد عنده، فردّه إليهم لمعرفته بهم. فلما ورد عليهم جمعهم ووعظهم، وقال: أنا رسول وليّكم، وهو عاتب عليكم فيما أقدم عليه الديب. فاعتذروا له وحلفوا ما كان ذلك بمحبتهم. وذكروا ما جرى بينهم وبين أصحابهم وأهاليهم بسببه. فقال لهم: قد (ص ٥٨) جيتكم الآن بما لم يأتكم به أحد ممن تقدمنى. وإنّ وليكم يقول لكم:
قد حضر أمركم، وآن ظهوركم. وقد بايع له من أهل الكوفة أربعون ألفا، ومن أهل سوادها أكثر، وهاهو صائر إليكم. وقد أمرنى أن أقول لكم: إنّ ({مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النّاسُ ضُحًى}) فأجمعوا أمركم وسيروا إلى الكوفة، فإنه لا دافع لكم عنها.