للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما علموا بذلك عطفوا نحو السماوة، واتبعهم (ص ٥٧) الحسين بن حمدان فى البرية. فأقبلوا ينتقلون من ماء إلى ماء ثم يغوّرون ما يرحلون عنه من الماء. فلم يزالوا كذلك حتى وردوا الماءين المعروفين بالدّمعانة والحالّة، فانقطع عنهم لعدمه الماء. فمال نحو رحبة مالك بن طوق، وأسرى عدو الله القرمطى حتى وافى هيت لتسع بقين من شعبان سنة ثلاث وتسعين ومئتين طلوع الشمس. فنهب ربض هيت والسفن التى فى الفرات، وقتل نحو مئتى إنسان، وأقام هناك يومين، والقوم متحصّنون. ثم رحل بجميع ما أخذ.

فلما اتصل الخبر بالمكتفى بالله أنفذ إلى هيت محمد بن إسحاق ابن كنداج، ومعه جماعة من القوّاد، ثم أتبعه بمؤنس الخازن.

فوجدوهم قد غوّروا المياه. فأنفذ إلى بغداد وأحضر الروايا والمزاد.

وكتبوا إلى الحسين بن حمدان يوافيهم. فلما أحسّوا بذلك ائتمروا بينهم. فوثب عليه رجل من أصحابه يقال له الديب بن القائم فقتل اللعين نصرا وأخذ رأسه وشخص بها إلى بغداد، متقرّبا بذلك للخليفة. فأسنيت له الجايزة، وكفّ عن طلب قومه. فمكث أياما ببغداد ثم هرب.

ثم إنّ قوما من بنى كلب أنكروا ما فعله الديب من قتل المعلم