وكان يقال لابن الزبير: ادخل الكعبة فيقول: ما باطن الكعبة إلا كظاهرها عند الحجاج ولكنى أصبر وأحتسب. وشرب بن الزبير الصبر أياما، ثم المسك مخافة أن يصلب فيشّم منه ما يكره، ولما قتل وصلب ربط إلى جنبه هرة ميتة. فغلبت رايحة المسك عل (١٢٦) ريحها.
وقالت له أمه أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما قبل قتله بيوم:
والله ما أنتظر إلا أن تظفر فأسرّ بك أو تقتل فأحتسبك، فإن كنت على حق وبصيرة فى أمرك فما أولاك بالجدّ ومنازلتهم. فقال: والله لست أخاف الموت ولكنى أخشى المثلة. فقالت: يا بنى، الشاة المذبوحة لا تألم بالسلخ. وخرج بن الزبير فحمل على الناس فكشفهم، وقامت أمه تدعوا الله عز وجل وتقول: اللهم إنه كان معظما لحرمتك وقد جاهد فيك أعداءك، وبذل فيهم نفسه رجاء ثوابك فلا تخيّبه اللهم ارحم طول ذلك السجود، وذلك الظماء فى الهواجر، وإنى لا أقول ذلك تزكية له ولكنه الذى أعلم منه وأنت أعلم بسرّه وعلانيته، اللهم إنه كان برّا بوالديه فاشكر ذلك له.
(٢ - ٧،١٩٠) وكان. . . أخيار: ورد النص فى أنساب الأشراف ٥/ ١٩٥،٣٦٤ - ٣٦٩، ٣٧١ - ٣٧٢،٣٧٧ باختلاف متفارق