ورحل، فأرسل إليه عبد الملك فردّه، وقال: يا حارث، أترى على نفسك غضاضة فى وقوفك على بابى؟ فقال: لا، ولكن طالت غيبتى، وانتشرت ضيعتى، ووجدت فضلا من قول، فقلت، فقال: كم دينك؟ قال: ثلاثون ألفا، قال:
فاختر إمّا قضاءها عنك، أو توليتك مكّة، فاختار الولاية، فقدم مكّة، وبها عائشة بنت طلحة، فأرسلت إليه وقد أقيمت الصلاة، أنّى لم أقض طوافى، فاصبر، حتى أفرغ، وألحق بالجماعة، فقام بالناس ينتظر فراغها من الطواف، فكتب بذلك لعبد الملك، فعزله.
وناحت عائشة بنت طلحة على زوجها عمر قائمة، فقيل لها: لم تفعلى ذلك بأحد من أزواجك، فقالت: فعلته لثلاث خلال: كان أقربهم بى رحما، وكان سيّد بنى تيم، وعزمت ألاّ أتزوّج بعده.
ولعائشة هذه أخبار دقيقة تشتمل على معان رقيقة، مع عمر بن أبى ربيعة المخزومى الشاعر، نأتى منها طرفا عند ذكر عمر المذكور، إن شاء الله تعالى.
وقتل يوم الجمل الزّبير، رحمه الله.
ذكر الزّبير وأخباره ومقتله
(٢٦٦) الزّبير يكنى أبا عبد الله بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى ابن قصىّ، يلقى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى قصىّ بن كلاب، وأمّه صفيّة بنت عبد المطّلب، عمّة النبىّ صلّى الله عليه وسلم وهو حوارىّ (١) رسول الله صلّى الله عليه وسلم.