للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدر من دراهم، وخمسة تخوت من قماش فاخر، وحملني على بغلة من مراكيبه. قال ابن حازم: فلم أملك نفسي دون أن حضرت باب الرشيد واستأذنته في غير وقت تكون لي عادة بذلك فأذن لي؛ فلمّا دخلت عليه تبسّم وقد رآني متغيّر الحالة، مضطرب الكون فبادرني وقال: يا محمد! أو أحدّثك بما جئت فيه؟! فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين! إنه أمر ليس فيه غير أخذ الروح، وزوال النعمة! فقال: خفّف عليك أبا عبد الله قد كان بينك وبين جعفر كيت وكيت، وقصّ عليّ حتّى لم يخلّ بحرف واحد! فقلت: يا أمير المؤمنين! طيّب الله قلبك، وجعل الجنّة مأواك! ليس العجب منك فإنكم أهل بيت وحي (١١٠) صلوات الله عليكم أجمعين! العجب من جعفر! فقال: يا محمد! مع جعفر من الفراسة ما هو أعظم مما شاهدت! سأقصّ لك ما هو أعجب من هذا! فقلت: بلى جعلت فداك يا أمير المؤمنين! فقال: كان جعفر جالسا عندي منذ أيام ثم نهض وولاّني قفاه فتأمّلت إلى عنقه وقلت في نفسي: أترى إذا أمرت بضرب عنقه يقع السيف محاذيا رأسه أم محاذيا كتفيه؟ فالتفت إليّ من عند باب المخرج وقال: بل في الوسط يا أمير المؤمنين! فقلت له: وما ذاك! فقال: كلام خطر بقلبي جعلت فداك! قال ابن حازم: فتعجّبت لتوارد خواطرهما.

ذكر سنة ست وثمانين ومائة

النيل المبارك في هذه السنة

الماء القديم ذراعان فقط. مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا واثنان وعشرون إصبعا.

ما لخّص من الحوادث

الخليفة هارون الرشيد بالله بن محمد المهدي بالله. وعمّال مصر مستقرون حسبما تقدّم في السنة الحاليّة.