الماء القديم لم يؤخذ له فى هذه السنة قاع جملة كافية، وسببه أن زيادة سنة ست فى سنة سبع، وقد تقدم ذكر الزيادة فى سنة ست.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بحاله. والسلطان الملك العادل كذلك.
وفيها كانت وقعة الكرج مع الملك الأوحد. وذلك لما اتفقت الملوك فى هذه السنة على السلطان الملك العادل، وهم صاحب الروم خسرو شاه بن قليج أرسلان، وصاحب الموصل، وصاحب إربل، وصاحب الجزيرة، وصاحب ماردين، وصاحب سنجار.
واتفقوا أن تكون السكة والخطبة لصاحب الروم خسرو شاه. وخرج كل واحد من صوبه، وقصدوا أن يدهموا الملك العادل بكثرتهم، وكان يومئذ نازلا على حران، وعنده صهره صاحب آمد. ونزل الكرج على أخلاط سابع عشر ربيع الآخر وحاصروها، فسيّر الملك العادل وطلب الملوك أولاده وأولاد أخيه. ثم إن الله تعالى نصر الملك الأوحد على الكرج، وتفرقت كلمة الملوك المجتمعة على السلطان الملك العادل. وحضرت إليه الملوك بعساكرهم، وقصد الكرج. ثم جهز الملك الأشرف والملك المنصور ففتحوا نصيبين وسنجار. واستقرت السكة والخطبة باسم السلطان الملك العادل على عادته، والله أعلم.
قال ابن واصل: فى هذه السنة كانت وفاة نور الدين صاحب الموصل، بالسبب الآتى ذكره فى تاريخ أبى المظفر. والخلف فى هذه الأحوال فى مدد السنين على صاحب النسخة الأصل عهدته، وإنما العبد ذكر كل من التاريخين وما اختلفا فيه.
وقال ابن واصل: إن فى هذه السنة توفى الملك الأوحد صاحب أخلاط، وهو غلط منه، وإنما الصحيح ما ذكرناه فى سنة عشرة وستمائة.