ولما مات رثاه الفقيه عمارة اليمنى بقصيدته اللامية التى أولها يقول:
أفى أهل ذا النادى عليم أسائله ... فإنى لما بى ذاهب اللب ذاهله
دعونى فما هذا أوان بكائه ... سيأتيكم طل البكاء ووابله
فلا تنكروا حزنى عليه فإننى ... تقشّع عنى وابل كنت آمله
ولم لا نبكيه ونندب فقده ... وأولادنا أيتامه وأرامله
فيا ليت شعرى بعد حسن فعاله ... وقد غاب عنا ما بنا الله فاعله
ولما حمل على نعشه قال فيه الفقيه عمارة أيضا:
وكأنه تابوت موسى أودعت ... فى جانبيه سكينة ووقار
وله فيه مراث كثيرة، أضربت عنها.
وهذا الصالح الذى بنى هذا الجامع الذى ظاهر باب زويلة، وقد ذكرته فى كتابى المسمى «اللقط الباهرة، فى خطط القاهرة».
ثم إن الخلع خرجت لولده رزيك بن طلائع بن رزيك، ولقب بالعادل. واستقر بما كان لأبيه من ولاية الأمر، لكن الأمور راجعة للعاضد، بخلاف ما كان فى أيام الصالح من استبداده بالأمر.
[ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه]
كان الصالح بن رزيك قد ولّى فى أيام وزارته أبا شجاع شاور الصعيد بكماله.
وهو شاور بن مجير بن نزار بن عشائر بن شاس بن مغيث بن حبيب بن الحارث ابن ربيعة بن مخيس بن أبى ذؤيب، وهو الحارث بن عبد الله بن شحنة بن جابر