للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دكر قيساريه وبدو (١) شأنها من أول الاسلام

هى من المداين القدم، فتحت فى سنه تسع عشره من الهجره النبويه-على صاحبها افضل الصلاه والسلم (٣) -بعد واقعه اجنادين المقدم دكرها فى هدا التاريخ المبارك فى الجزء الثانى منه. وكان فتحها اولا على يد معويه (٤) ابن ابى سفيان، رضى الله عنه، واستشهد عليها من المسلمين خمسه الاف نفر. وبها ختمت فتوحات الشام فى اول الاسلام، وهى اول فتوحات السلطان الملك الظاهر فى الاخر.

قال القاضى محيى الدين بن عبد الظاهر (٧) -سقى الله عهده وبرّد ضريحه-: لما فتح السلطان الملك الظاهر-رحمه الله تعالى- (٩٧) قيساريه الشام وبلادها، واحصى المزدرع من ضياعها وقراها، عمل بدلك اوراقا واقامت عند الامير سيف الدين بلبان الدوادار-رحمه الله-ولم تزل عنده حتى فتح الله على يد السلطان بعدها ارسوف فى تاريخ ما دكرناه. فسير طلب قاضى دمشق، وهو يوميد القاضى شمس الدين بن خلكان صاحب التاريخ الحسن رحمه الله، وجماعه من عدول دمشق، ووكيل بيت المال، وجماعه من الفقها والايمه، وامر ان يملك المجاهدين (١٣) البلاد التى فتحها الله عزّ وجلّ على ايديهم بحد سيوفهم واسنّه رماحهم. وكتب التواقيع بدلك لكل منهم ما سنذكره انشا الله تعالى. ثم سيرها الى الديار المصريه، واخد عليها خط الصاحب بها الدين، وخط الامير بدر الدين الخزندار، وخطوط ديوان الجيوش المنصوره، ومستوفى الصحبه. واثبت دلك واحضرت الاوراق والكتب بين يدى السلطان، فسلمها للامير سيف الدين الدوادار، وامره ان يفرقها على اصحابها ففرقت.

وحضروا (١٩) الامرا بعد دلك وقبلوا الارض بين يدى السلطان، وحضر بعد دلك قاضى القضاه شمس الدين بن خلكان الى غزه وكتب مكتوبا جامعا بالتمليك ما هدا نسخته:


(١) وبدو: وبدء
(٣) والسلم: والسلام
(٤) معويه بن: معاوية بن
(٧) الرواية التالية غير مذكورة فى ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، (مخطوطة مكتبة الفاتح باستانبول رقم ٤٣٦٧)
(١٣) المجاهدين: المجاهدون
(١٩) وحضروا: وحضر