إلى ذكر شيئ منه هاهنا لشهرته. لكنّ الشيخ تاج الدين الكنديّ رحمه الله تعالى كان يروي له بيتين لا يوجدان في ديوانه، وكانت روايته لهما بالإسناد الصحيح المتّصل به، وأثبتهما في تاريخه القاضي ابن خلّكان المذكور فأحببت ذكرهما أيضا لعزّتهما وهما (من الكامل):
أبعين مفتقر إليك نظرتني ... فأهنتني وقذفتني من حالق
لست الملوم أنا الملوم لأنّني ... أنزلت آمالي بغير الخالق
قلت: وسيأتي من شعره شيئ لطيف آخر هذا الجزء في طبقتي المرقص والمطرب إن شاء الله تعالى. والناس في شعره على طبقات؛ فمنهم من يرجّح شعره على شعر أبي تمّام ومن بعده. ومنهم من يرجّح أبا تمّام عليه. قال القاضي ابن خلكان: واعتنى العلماء بديوانه فشرحوه. وقال لي أحد المشايخ الذين أخذت عنهم: وقفت له على أربعين شرحا وأكثر ولم يفعل هذا بديوان غيره. ولا شكّ أنه كان رجلا مسعودا. وإنما قيل له المتنبّي لأنه ادّعى النبوة في بادية السماوة، وتبعه خلق كثير من بني كلب وغيرهم. فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الإخشيد فأسره وتفرّق جمعه، وحبسه ثم أطلقه واستتابه. وقيل غير ذلك. وهذا أصحّ. والله أعلم.
(٢٩٧) ذكر سنتي خمس عشرة وستّ عشرة وثلاثمائة
النيل المبارك في هاتين السنتين
الماء القديم أربعة أذرع واثنتان وعشرون إصبعا. الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة عشر إصبعا. مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا واثنان وعشرون. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وإصبع.