للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكقول من عزّ لما بزّ ابن المعتزّ (من الطويل): (١)

وباقة (٣) ... ريحان كعقد زبرجد

حوت منظرا للناظرين أنيقا

إذا شمّها المعشوق حكت (٤) ... اخضرارها

ووجنته فيروزجا وعقيقا

وقوله (٢٦١) (من الوافر): (٢)

وريحان بدا فى حسن زهر ... يطيب بشمّه شرب الكؤوس

كسودان أتوا فى قمص خضر ... وانطلقوا مكاشيف الرؤوس

[البان]

هذا والبان، قد تفتق أكمامه فبان، فعاد كتوت علاه اخضرار، لولا تزغّب ثوبه مع الاصفرار، وكلّ إليهما الأنفس تائفة، هذا لمشتمّه وهذا لذائقه، فيا حسنه من زهر قد فاق، وعطّر بذكا شذاه الآفاق، زمانه أطيب الدهور، كما إنّه أشرف الزهور، وهو مع ذلك صاغى، لما بين الآس والريحان من التناغى، فلمّا فهم منهما ذلك المقال، تقدّم وقال: أراكما منذ اليوم تتناغيان، وأنّما باغيان، أما تعلما أن لولا رشاقة القدود، لما استحسنت حمرة الخدود، ولا تحقيق اليهود، ولولا لين المعاطف، لما استملحت خضرة السوالف، ولا استعذبت خمرة المراشف.

وأنا الذى بمدحى يتحلاّ كل مادح، وعلى أغصانى تغرّد الطيور الصوادح، وبى يشبه كلّ قدّ فتّان، من القدود الحسان، من القيان والفتيان، فيقال لكلّ


(١) حلبة ٢٥١، -١١ (منسوب إلى أبى سعيد الإصفهانى)؛ نهاية الأرب ١١/ ٢٤٢،٧ (دون نسبة)؛ نهاية الأرب ١١/ ٢٥٤، -١ (منسوب إلى الإصفهانى)
(٢) قارن ص ٢٩٣،١٠ - ١١
(٣) وباقة-زبرجد: وشمامة مخضرة اللون غضة حلبة
(٤) حكت: خلت حلبة