لا يصيب الرجل حقيقة الإيمان حتى يترك المراء وهو محقّ، والكذب وهو مازح.
وكان يقول: تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم، فربّ رحم قطعت بجهل صاحبها بها.
وقال ابن عمر لرجل يمازحه: إنّك تحبّ الفتنة، فوجم الرجل واغتمّ، فقال ابن عمر: ألست تحبّ المال والولد؟ قال الله تعالى:{أَنَّما أَمْاالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ»}(١).
مرّ ابن عمر بغلام يرعى غنما، فقال له: بعنى شاة، فقال: إنّى عبد مسترعى، فقال ابن عمر: فأين العلل؟ (١٩٥) يريد أن يعتلّ لأهلها بأنّ الذّئب أكلها، أو أنّها ضاعت، فقال له الغلام: فأين الله؟ فاشتراه عبد الله وأعتقه، فقال له الغلام: أسأل الذى رزقنى العتق الأصغر أن يعتقك العتق الأكبر.
صلّى أشعب صلاة خفيفة فعابه عبد الله بن عمر، فقال أشعب: إنّها صلاة لم يخالطها رياء.
كان ابن عمر لا يتخلّف عن السرايا فى حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا عن الحجّ فى أيّام الفتنة، قال ميمون بن مهران: ما رأيت أورع من ابن عمر، ولا أعلم من ابن عبّاس.
ولعبد الله بن عمر أولاد؛ منهم سالم بن عبد الله بن عمر، يكنى أبا عمرو، وكان فقيها عابدا، مات بالمدينة، وصلّى عليه هشام بن عبد الملك، سنة ستّ ومائة، وقال هشام: ما أدرى أى الأمرين أسرّ به: أبتمام حجّى، أم بصلاتى على سالم.