بما فعله الملك الناصر من القبض على المماليك الصّالحية، فانتحوا البحرية لخشداشيتهم الذين مسكهم الملك الناصر، فاجتمعوا وجددوا بينهم الأيمان، وجهزوا العساكر إلى الشام، يقدمهم الأمير حسام الدين بن أبى على. هذا كله والأمير عز الدين أيبك التركمانى نائب لأم خليل شجر الدر، كما يأتى بقية الكلام فى الجزء الذى يتلوه إن شاء الله تعالى.
انتهى الكلام فى هذا الجزء بحول الله، وقوته، وبركة إلهامه، وحسن توفيقه.
وهو الجزء السابع من هذا التاريخ المبارك، المسمى بكنز الدرر وجامع الغرر.
ونتلو ذلك بذكر الشعراء المختصين به، وهم شعراء المائة السادسة، من أهل المشرق والمغرب، وشعراء المائة السابعة منهم، حسبما اشترطنا فى جميع أجزاء هذا التاريخ، موفقا لذلك إن شاء الله تعالى.
ذكر الشعراء بالمائة السادسة من أهل المشرق،
والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب
١ - ابن الخياط الدمشقى، له فى المرقص، ظعن فى السادسة فحسب منها:
ومحتجب بين الأسنة معرض ... وفى القلب من إعراضه مثل حجبه
أغار إذا آنست فى الحىّ أنّه ... حذارا وخوفا أن تكون لحبه
٢ - أبو الحسن الباخرزى، له فى المرقص:
ما للمعيل وللمعالى إنّما ... يسعى إليهنّ الأديب القادر
فالشمس تجتاب السماء فريدة ... وأبو البنات النعش فيها راكد