واقتحم البحر فهلك. فكان ذلك سبب تملّك اليمن، والله أعلم.
<ذكر أصحاب الكهف>
أصحاب الكهف هم فتية من الرّوم كانوا على دين المسيح، وكان ملكهم كافر يعبد الأصنام. فدعاهم إلى عبادة صنمه فأبوا {فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ} وفرّوا معتزلين لأجل العبادة في كهف. ثمّ طلبوا، فقيل: إنّهم في كهف كذا وكذا. فأمر الملك، فبني عليهم على باب الكهف بناء يمنعهم الخروج. فأقاموا ثلاثمائة سنة وتسع سنين، وكانوا {فِي فَجْوَةٍ} من الكهف، بمتّسع منه، وكانوا في مقابله بني نعش، فلم تكن الشمس تصيبهم. وكانوا يقلبون في كلّ سنة مرّتين. وكانوا سبعة نفر وكلبهم قطمير.
وقد كانت قصّتهم كتبت في لوح من حجر أو رصاص، وهو الرّقيم، وجعل على باب الكهف؛ وقيل: في خزانة الملك. فلمّا أراد الله، عزّ وجلّ، أن يطلع الناس على أمرهم {لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السّاعَةَ} آتية {لا رَيْبَ فِيها}، وكان ذلك في زمان ملك على دين المسيح، أيقظهم الله تعالى وقد تساقط البناء الذي على باب الكهف. فتسالوا بينهم {كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}، وأصابهم الجوع (١٧٤) فأرسلوا أحدهم يبتاع لهم طعاما ويأتيهم به. فلمّا دخل المدينة أنكر ما رأى وأنكروا عليه دراهمه، فقبضوا عليه وأتوا به الملك. وقيل له: أصبت كنزا؟