هو أبو القاسم أحمد بن المستنصر بالله بن علىّ الظاهر بن الحاكم، وباقى نسبه قد تقدّم.
ولد بالقاهرة المحروسة ليلة يسفر صباحها عن الثامن عشر من ذى الحجّة سنة سبع وستين وأربع مئة.
بويع له يوم الخميس ثامن عشر ذى الحجة من هذه السنة.
وتولّى أمره الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش، وأجلسه على سرير الخلافة، وسلّم عليه بأمير المؤمنين، وجلس بين يديه، وعمره يومئذ سبع عشرة سنة.
وسيّرت عمته إلى نزار وعبد الله وإسماعيل أعمامه فحضروا وشاهدوا المستعلى على سرير الخلافة، فلم يرضهم ذلك، فأمرهم الأفضل أن يسلّموا عليه بالخلافة فأبوا ذلك، وامتنعوا من مبايعته، وقال نزار: عندى الخطّ من المستنصر بولاية العهد لى، وأنا آتيكم به وخرج ليأتيهم بذلك فاستخفى، وطلب فلم يوجد، إلى أن ظهر أمره