للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سكّان الأرض من أوّل زمان

(١) روى مجاهد عن ابن عبّاس قال: كان فى الأرض أمم قبل الجنّ والبنّ فانقرضوا، وقبل آدم أيضا.

وقال الجوهرى: (٢) الحنّ بالكسر حىّ من الجنّ، قال: ويقال: الحنّ خلق بين الجنّ والإنس، وروى مقاتل عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: أوّل من سكن الأرض أمّة يقال لهم: الحنّ والبنّ، ثم سكنها الجنّ، وأقاموا يعبدون الله زمانا طويلا فطال عليهم الأمر فأفسدوا فأرسل الله إليهم نبيّا منهم يقال له يوسف فلم يطيعوه وقاتلوه فأرسل الله تعالى الملائكة فأجلتهم إلى البحار، وكان مدّة إقامتهم فى الأرض ألف سنة، قال ابن الجوزى: قد ضعّف العلماء رواية مقاتل فإنّ الله تعالى لم يبعث نبيّا قبل آدم عليه السلام، وإنّما قيل إنّ يوسف كان ملكا لهم، وسأذكر من أمر ما ذكر عن الحنّ والبنّ والطمّ والرمّ فى تأريخ عتيق غريب الاسم والحديث لشخص يسمّى جدع بن سنان (٢٠٤) الحميرى بإسناده إلى عامر بن شراحيل الشعبى رحمه الله بعد ذكرنا ما هو أهمّ وأصحّ ممّا وردت به الأخبار وتداولت به الآثار.

قال ابن الجوزى رحمه الله: حدّثنا عبد القادر الرهاوى بإسناده إلى سعيد ابن المسيّب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ بالمغرب أرضا بيضاء تسير الشمس فيها أربعين سنة بها أمّة من الناس لم يعصوا الله طرفة عين، قالوا: يا رسول الله فأين الشياطين عنهم؟ قال: لا يدرون خلق الشيطان أم لا، قالوا: فمن بنى آدم هم؟ قال: ما يدرون خلق آدم أم لا، قال ابن الجوزى: والأصحّ أنّه موقوف على بريدة عن أبيه.


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ٣٧ آ،٧
(٢) الصحاح ٥/ ٢١٠٦ آ