كان يعقوب بن الليث الصفّار من بعض قوّاد الطاهرية بسجستان؛ فعظم أمره بها حتّى تغلّب عليها أيام الفتنة الكائنة بين المستعين والمعتزّ. فلمّا كان في هذه السنة غلب على كرمان، وأسر طوق بن المغلّس واليها من جهة عليّ بن الحسين بن قريش بن شبل صاحب بلاد فارس. والسبب في ذلك أنّ عليّ بن الحسين المذكور كان واليا على بلاد فارس من قبل محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر وإليه ولاية المشرق كلّه؛ فلمّا خرج يعقوب الصفّار وغلب على سجستان ولم تكن لمحمد بن طاهر قوة على دفعه تغلّب <عليّ بن الحسين> على بلاد (٢١٥) فارس، وكتب إلى الإمام المعتزّ بالله يخبره بضعف محمد بن طاهر ويسأله أن يولّيه بلاد فارس وكرمان ليمضي من كرمان وينتزع سجستان من يد يعقوب بن الليث! فأجابه المعتزّ إلى ذلك فبعث عليّ بن الحسين قائدا من قواده يعرف بطوق بن المغلّس في جيش من كرمان. وبلغ يعقوب استنقاص ابن الحسين له فكتب إلى المعتزّ أيضا يسأله أن يولّيه كرمان فأجابه وولاّه كرمان! رغبة في الإغراء بينهما ليسقط عنه كلفة الهالك منهما. فسار يعقوب إلى كرمان، وأسر طوق بن المغلّس وأكثر أصحابه لمكيدة كادهم بها. ثم سار إلى بلاد فارس فلقيه عليّ بن الحسين على كر شيراز وصفّ خيله من ورائه فعداه يعقوب عوما على الخيل إلى أن صار معه في أرض واحدة وهزمه وأسره وملك بلاد فارس وجباها سنة ثم عاد إلى سجستان.