للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشمّر ساعدا فيه رسوم ... بقلبى مثلها من حرّ وجد

فكان كفضّة سبكت عمودا ... عليها أسطر اللازورد

أوّله:

وضبى (٣) ... زارنى من غير وعد

نعمت بوصله بأتمّ سعد

[(٢٥٧) النرجس]

وأمّا النرجس فقد قام على ساق، يرفو بنواظر كالأحداق فلمّا عاد كعيون الرقباء والحساد، جعل اصفراره فكان السواد لتتعانق غصون البان، ولتكن من ملاحظته فى أمان، وترشف الشمس ندا كالراح، فى كؤوس الأقاح، ويجتمع الورد والآس، فى سوالف خدود كلّ ذى قدّ ميّاس، فطامن البنفسج برأسه حنفا من الآس وحياء من الناس، فخاطبه الريحان، بقلب منكسر غير فرحان:

أظنّك يا ملك الزهور، أضحيت غيور لإغارة الآس، على سوالف الأكياس، إذ أنت أحقّ بالتقدّم منّا، وبك غناء عنّا، وكلّ ذلك لإغضاء عيون النرجس فى هذا المجلس، فلذلك أمن الآس، لما تمعنى قول أبى نواس: (من الطويل): (١)

لنا (٤) ... نرجس غضّ القطاف كأنّه

إذا ما منحناه العيون عيون

مخالفة فى شكلهنّ فأصفر (٥) ... مكان سواد والبياض جفون

وكأنّه فاز لما فزّ بقول ابن المعتزّ (من الطويل): (٢)

وعجنا على الروض الذى طلّه الندا ... وللصبح فى ذيل (٦) الظلام حريق

كأنّ عيون النرجس الغضّ بينه ... مداهن درّ حشوهن عقيق

إذا بلّهنّ القطر خلت دموعها ... بكاء جفون كحلهنّ خلوق


(١) ديوان أبى نواس ٥٩٩،٤ - ٥
(٢) ٢/ديوان ابن المعتز ٢/ ٦١٩،٢، رقم ١٠٨٥
(٣) ضبى: ظبى
(٤) لنا نرجس: لدى زجس الديوان
(٥) فأصفر: فصفرة الديوان
(٦) فى ذيل: فى ثوب الديوان