ودخل مكّة معتمرا لثنتى عشرة ليلة بقيت من ذى القعدة، وفرغ من عمرته ليلا، ثم رجع إلى الجعرانة وأصبح بها كبائت ورجع إلى المدينة.
وعمرته مع حجّته صلّى الله عليه وسلم.
ذكر سنة إحدى عشرة
للهجرة النبويّة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع واثنا عشر إصبعا، مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وسبعة أصابع.
ذكر وفاته صلّى الله عليه وسلم
فى هذه السّنة كانت وفاته صلّى الله عليه وسلم، قال ابن إسحاق: ابتدئ رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى مرضه الذى قبضه الله فيه ورفع روحه الطاهرة إليه، لما أراد من كرامته صلّى الله عليه وسلم فى ليال بقين من صفر وربيع الأوّل، وذلك أنّه كان خرج إلى بقيع الغرقد فى جوف اللّيل فاستغفر لهم، ثمّ رجع إلى أهله، فلمّا أصبح ابتدئ بوجعه من يومه.
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: لمّا رجع صلّى الله عليه وسلم من البقيع وجدنى وأنا أجد صداعا فى رأسى وأقول وا رأساه! فقال: بل أنا يا عائشة وا رأساه! قالت:
ودام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى [استعز](١) به وهو فى بيت ميمونة، قالت ميمونة: فدعا نسائه فاستأذنهنّ فى أن يمرّض فى بيت عائشة، فأذنّ له.