في شهر المحرّم دخل يعقوب الصفّار رامهرمز طالبا بغداد فأراد الخليفة رجوعه فأحضر التجّار وشافههم بأنه ولّى يعقوب خراسان وطبرستان وجرجان والريّ وفارس وكرمان، والشرطة بمدينة السلام، وتوجّهت الرسل إليه بذلك فأبى العودة وقال: لا بدّ من الوصول إلى باب الخليفة! فلمّا علم المعتمد على الله ذلك وتحقّقه تجهّز لحربه وسار بنفسه ومعه أخوه الموفّق؛ وسار يعقوب وشقّ واسط ونزل دير العاقول، ولقيه الموفّق في جيوش الخليفة على اصطرند يوم الأحد لسبع ليال خلون من رجب سنة اثنين وستين ومائتين. ونشبت الحرب بين الفريقين واشتدّت ثم انهزم عسكر يعقوب وقتل خلق كثر من عسكره، وحمى عسكره بنفسه وخواصّه، وترك سواده وفرّ وتبعه الموفّق وكانت الهزيمة وقت العصر بحملة صادقة حملها الموفّق بنفسه. وأصاب يعقوب ثلاثة أسهم في حلقه ويديه، وأصيب من عسكره أكثر من عشرة آلاف رأس من الخيل ومن الأموال ما لا يحصر بوزن. وكان محمد بن طاهر في سواد عسكره موثقا فأطلقه الموكّل به فلحق بعسكر الخليفة. ورجع يعقوب (٢٢٨) إلى بلاده مكسورا.
فجيّش وعاد تملّك بلاد فارس من ابن واصل وأقام إلى سنة خمس وستين ومائتين فخرج من فارس وقصد العراق لأخذ ثأره من سنة اثنين وستين فتوفّي قبل بلوغه مناه حسبما يأتي من ذكره.
ذكر سنة ثلاث وستين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وأربعة عشر إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وعشرون إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المعتمد على الله أمير المؤمنين وأخوه الموفّق صاحب الجيش.