ونصب الله شجرة الحياة وسط الجنّة، وقال لآدم: كل ما شئت إلاّ منها، فإنّك تموت يوم تأكل منها. وقال الحسن البصريّ: لم يكن له بدّ أن يأكل منها، لأنّه خلق للمقام في الأرض.
فصل في احتيال إبليس على دخول الجنّة
قال الله تعالى:{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها} الآية. قال ابن عبّاس: أي حملهما على الزلّة. وقرأ الأعمش: فأزلّهما الشيطان عنها، أي نحّاهما عن الطاعة والجنّة، فأخرجهما ممّا كانا فيه من النعيم.
واختلفوا في كيفيّة دخوله إلى الجنّة. قال الحسن البصريّ، رحمه الله: وقف على باب الجنّة وناداهما، لأنّه كان ممنوعا من دخولها، بقوله تعالى:{اُخْرُجْ مِنْها}. وقال ابن عبّاس، رضي الله عنه: إنّما احتال بطريق الحيّة، وكانت من أحسن دوابّ الجنّة، ولها جناحان كجناحي الطّاووس ولون جلدها لون السّندس والإستبرق، وكانت من خزّان الجنّة تدخل إليها وتخرج، وكانت صديقة لإبليس، فخرجت ذات يوم فتعرّض لها وخدعها