ولى الأمر من بعد والده. وكان صبيحا جميلا سيّئ السيرة ظلوما. فأقام فى الولاية إلى العشر الأوّل من ذى الحجّة سنة إحدى ومئتين. فأحدث على الناس ضرائب منكرة، وزاد عليهم فى الخراج، حتى جعل على كلّ زوج من البقر ثمانية دنانير. فاجتمع عند ذلك جماعة من الزهّاد والصالحين مع حفص بن عمر الجزرى الزاهد، ودخلوا عليه وسألوه رفع هذه المظلمة عن المسلمين. وقال له حفص: يا صبيح الوجه! لا تشن صباحتك بفعل قبيح. فلم يرجع عن فعله. فقال حفص لأصحابه: أخطأنا إذ قصدنا مخلوقا فى مثل هذا الأمر، فاقصدوا بنا الخالق. فدعوا الله عزّ وجلّ أن يكفى المسلمين شرّه، فما لبث أبو العباس غير خمسة أيام، وخرجت له قرحة عظيمة تحت أذنه مات منها فى العشر الأوسط من ذى الحجة سنة إحدى ومئتين. فكانت مدة مملكته أربعة أعوام.