وكان نفيل جدّ عمر شريفا نبيلا، تتحاكم إليه قريش، وولد عمر رضى الله عنه بعد الفيل بثلاث سنين، وقيل بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان عمر شديدا على المسلمين، فلمّا أسلم أعزّ الله به دينه، أسلم بعد أربعين رجلا، وإحدى عشرة امرأة.
وكان لعمر فى الجاهليّة السفارة، وكانت قريش إذا وقعت بينهم عداوة بعثوه سفيرا، وإن نافرهم منافر أو فاخرهم بعثوه منافرا ومفاخرا ورضوا به، وأسلمت فاطمة بنت الخطّاب أخته، وزوجها سعيد بن عمرو بن نفيل، وكانا يكتمان إسلامهما من عمر، وكان نعيم بن عبد الله النّحام من قوم عمر من بنى عدىّ قد أسلم مستخفيا من عمر.
ذكر إسلام عمر بن الخطّاب رضى الله عنه
قال: وخرج عمر يوما متوشّحا سيفه، يريد رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأصحابه، ذكروا له أنّهم مجتمعون فى بيت عند الصفا، معه (١٢٨) صلّى الله عليه وسلم عمّه حمزة، وأبو بكر، وعلىّ، فى رجال من المسلمين ممّن كان أقام مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم بمكّة (١)، فلقيه نعيم بن عبد الله، فقال: أين تريد يا عمر؟ قال: أريد محمّدا، هذا الصابئ الذى فرّق أمرنا، وسفّه أحلام قريش، وعاب دينها، وسبّ آلهتها، فأقتله! فقال: غرّتك نفسك يا عمر، أترى بنى عبد مناف تاركيك تمشى على الأرض وقد قتلت محمّدا؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ قال: أىّ أهل بيتى؟ قال: أختك، وابن عمّك سعيد بن زيد، فعليك بهما.
فرجع عمر إليهما وعندهما خبّاب بن الأرتّ، معه صحيفة فيها سورة طه،