وسلطان الإسلام يومئذ بسائر الممالك الشرقية السلطان علاء الدين خوارزم شاه محمد بن تكش بن إيل أرسلان اتسز بن محمد بن أنوشتكين، ونسبته تنتهى إلى ههنا. هكذا ذكره ابن الأثير فى تاريخه. وكان أبوه أو جده أحد مماليك الملك العادل عضد الدولة أبو شجاع ألب أرسلان داود بن سلجوق. وهكذا ذكره أيضا ابن واصل صاحب تاريخ بغداد. وكان لأيامه ملك خوارزم من جهة السلطان المشار إليه ابن سلجوق. فلما انتقضت دولة بنى سلجوق من العجم قوى سلطان علاء الدين خوارزم شاه، وملك العجم وخراسان وعراق العجم، واستولى على ما وراء النهر، وطمع فى أخذ بغداد، وأن يعيد أمر الخلافة على ما كان عليه فى أيام دولتى بنى بويه الديالمة وبنى سلجوق-وقد تقدم القول فى ذلك. وهذا كله لأمر كان كامنا فى الغيب، لما يريده الله عز وجل من تملك التتار الأرض، فلا راد لحكمه، ولا مفر من قضائه.
قال ابن واصل صاحب تاريخ بغداد: شهدت على جماعة من سراة الناس من أرباب دولة بغداد-كل يذكر ويتقلد فى ذمته-أن الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين كتب إلى التتار يستدعيهم إلى البلاد، ويهون عليهم العبور إلى الأقاليم، ويصغّر عندهم أمر السلطان علاء الدين خوارزم شاه. كل ذلك خوفا منه لئلا يحضر إلى بغداد، وتعود الخلافة كما كانت فى أيام بنى سلجوق. ولذلك لوّح ابن الأثير فى تاريخه عند ذكره لخروج التتار كما يأتى بيانه فى موضعه، إن شاء الله تعالى.
قلت: وأما هؤلاء القوم، وبدء خلقهم، وأول شأنهم، فإنه من الحديث العجيب، والأمر الغريب، ولعله لم يذكره أحد من المؤرخين، لعدم إحاطة علمهم به. وقد وقع