للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيعة كان قد عملها، وتناظروا في مقالات النصارى، ووضعوا الشرائع بعد أن لم تكن، وقنّنوا القوانين، وأمر ببناء الكنائس.

وإنّ أمّه هيلاني خرجت إلى فلسطين لسبع سنين مضت من ملكه، فبنت كنائس الشام، ودخلت بيت المقدّس، فسألت عن خشبة الصّليب التي صلب عليها شبه المسيح، فقيل: إنّها كانت تحت ردم كبير. فدلّت عليها ونثرت الذهب على ذلك الردم حتّى عادت الناس يتناهبون التّراب، حتّى ظهرت وظفرت بها. ووسمت ليوم وجدتها عيدا سمّته عيد الصليب.

والخشبة هي: صليب الصّلبوت.

في السنة الحادية والعشرين من ملكه طبّق جميع ممالكه بالكنائس.

وكانت أمّه هيلاني قد سباها أبوه من الرّها، فلذلك تعرف بهيلاني الرهاويّة.

ويسمّى هذا قسطنطين المظفّر، ويقال: المطهّر، والله أعلم.

[ذكر أهل القرية]

قال وهب بن منبّه: كانوا ثلاث نفر بعثهم الله إلى أهل أنطاكية، واسم الرجل (١٧٢) الذي جاء من أقصى المدينة: حنين. وقال قتادة: هم ثلاثة من الحواريّين، بعثهم الله على لسان عيسى ابن مريم إلى أهل أنطاكية.

وكان الرجل الذي جاء من أقصى المدينة مجذوما، آمن بالرّسل وأيّد قولهم، فوطئوه أهل القرية بأقدامهم حتّى مات. وأهلك الله تعالى أهل تلك القرية بصيحة جاءتهم من السماء {فَأَصْبَحُوا} فيها {جاثِمِينَ}.