الماء القديم أربعة أذرع ونصف أصبع. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وخمسة أصابع.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، إلى أن توفى فى هذه السنة-حسبما يأتى ذكر ذلك فى تاريخه.
وفى ذى القعدة ضربت فلوس بالقلعة، وعادت من جملة النقود المتعامل بها، وتحرر القيمة عنها عن ستة عشر فلسا درهما من نقد مصر. ثم ضربت دراهم مستديرة، وهى هذه الدراهم المتعامل بها يومئذ المعروفة بالكاملية. وأمر السلطان الملك الكامل أن لا يتعامل بالدراهم القديمة المصرية. وصار كلما تحصل منها شئ يسبك ويعمل من الضرب الجديد.
وتوفى الإمام الناصر لدين الله، سلخ شهر رمضان المعظم من هذه السنة، وله من العمر تسع وستين سنة وأشهر. وكانت خلافته سبع وأربعين سنة. ولم يكن بلغ هذه المدة فى الخلافة قبله أحد من الخلفاء. وقام بالأمر بعده الإمام الظاهر بأمر الله ولده-حسبما يأتى من ذكره.
[ذكر بعض شئ من سيرة الإمام الناصر]
كان شهما، أبىّ النفس، حازما، متيقظا، ذارزانة ودهاء ومكر. ذو هيبة عظيمة جدّا. وكان أهل العراق تخافه فى بيوتها. وكان فيه تشيع كثير، وميل إلى مذهب الإمامية، وذلك بخلاف ما كان عليه سلفه من القادر إلى المستضئ. وقيل إنه سأل الشيخ جمال الدين بن الجوزى بمحضر من الخليفة:«من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» فخشى أن يصرح، فقال:«أفضلهم بعده من كانت ابنته تحته». وهذا القول يحتمل أمرين. وسئل أيضا فأنشد يقول: