الملك، الذي كان في زمانه الطوفان. وكان هذا الكاهن يسكن الهرم الكبير البحريّ. وكان هذا الهرم هيكل الكواكب: وكان فيه صور الشمس ناطقة، والقمر ناطق. وكان الهرم القبليّ ناؤوسا لأجساد الملوك. وهؤلاء الأهرام التي عمّرها سوريد الملك، وفيها من العجائب والتماثيل والمصاحف ما لا يحصى. وكان فيه التمثال الذي يضحك، وكان من الجوهر الأخضر، وأودع فيه خوفا عليه من الطوفان.
فهؤلاء ما أمكن من ذكرهم من الكهنة قبل الطوفان. وسنذكر منهم جماعة بعد الطوفان، بعد ذكرنا للأهرام، ومن بناهم، والسبب في بنائهم، وما أودعوا من العجائب والأهوال والذخائر، ممّا تضمّنه هذا الكتاب القبطيّ، والله عزّ وجلّ، أعلم.
(٧٧) ذكر الأهرام وأوّل بنائها والسبب في ذلك
وما فيها من العجائب
كان سوريد بن سهلون ملكا على مصر قبل الطوفان بثلاثمائة سنة.
فرأى رؤيا: كأنّ الأرض انقلبت بأهلها، وكأنّ الكواكب السبعة تتساقط وقصدت بعضها بعضا بأصوات هائلة مفزعة. فانتبه مذعورا، وزاد غمّه، ولم يذكر ذلك لأحد في ذلك الوقت. وعلم أنّه سيحدث في الأرض