للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة أربع عشرة وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم أربعة أذرع وأربعة عشر أصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا، واثنان وعشرون أصبعا.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بحاله. والسلطان الملك العادل كذلك. وبقية الملوك فى محل ممالكهم على ما هم عليه.

وفيها توجه السلطان الملك العادل من الديار المصرية إلى الشام، وخيم بنابلس، وانتقل إلى بيسان. وكان الفرنج-خذلهم الله-محاصرين الطور، فلما بلغهم توجه السلطان إليهم رحلوا عنها خاسرين، بعد ما قتل من كبارهم عدة. ثم إنهم تجمعوا وخرجوا على العساكر السلطانية بمنزلة بيسان، فرحل السلطان عنها، ونزل على مرج الصفر. ثم غاروا على تبنين وبانياس، ولم يحصلوا على شئ ورجعوا خائبين خاسرين.

وأخذ ابن ملكهم أسيرا، مع عدة جيدة من خيالتهم.

وفيها وردت على السلطان عيونه أن الفرنج-خذلهم الله-فى تجهيز عظيم، وأنهم طالبين جميع بلاد الإسلام، فاهتم السلطان الملك العادل فى تحصين سائر الثغور الإسلامية وعمائرها، وإزاحة جميع أعدارها.

وفيها زادت دجلة زيادة عظيمة، وغرقت بغداد بأسرها، وانهدمت قصورها ودورها. وركب الإمام المسترشد بالله فى شبارية وخاطب الناس، واعتذر لهم، وجعل يتأوه ويقول: «لو كان هذا الماء يرد بمال أو برجال لدفعته عنكم، ولكن أمر الله لا مرد له». وزاد الماء أمرا عظيما إلى أن وصل السور، وأيقن الناس