للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دليله رجل من اهل الفوعه يسمى بن الظهير (١) الفوعى. فاخذ من الفوعه ثلاثمايه وثمانين رجل (٢)، وكبس سرمين وكان بها الامرا مجردين وهم: الامير بها الدين الحموى، وركن الدين السروى، وعلم الدين قيصر الظاهرى، فانحازوا الى دار الدعوه بسرمين. واجتمع عليهم خلق كثير وحوصروا بها. ثم ان الامير ركن الدين عيسى السروى ركب، وركبت (٥) الامرا المدكورون، وفتح باب الدعوه وخرجوا وحملوا عليهم. فصادف رجل منهم تكفور صاحب سيس. وهو لا يعرفه، فطعنه اقلبه عن جواده. فانفلّ عزم اصحابه بعده، وولوا منهزمين لا يلوى احد على احد.

وخلصوا من كان معهم من الاسرا.

وفيها خرج السلطان الملك الظاهر من الديار المصريه متوجها الى الشام يوم السبت سابع ربيع الاخر، ونزل مسجد التبن، واقام الى يوم الاربعا عاشر الشهر المدكور، ورحل وسار حتى نزل غزه. فوفدت عليه ام الملك المغيث فتح الدين عمر صاحب الكرك شافعة فى ولدها، فأقبل عليها واكرمها. ثم ادن لها فى العوده، ثم رحل ونزل الطور.

[(٨٤) دكر اخد الكرك من الملك المغيث]

ولما نزل السلطان الطور، ارسل الله سبحانه الامطار ما منعت الجالب، فغلت الاسعار، ولحق العساكر مشقه عظيمه. وارسل السلطان الى الملك المغيث يطلبه، فسوّف واحتجّ خوفا لما كان قد اسلفه من الافعال القبيحه الدميمه (١٧) واسااته القديمه.

ثم ان المغيث، لما غلب عن المدافعه، خرج من الكرك {خائِفاً يَتَرَقَّبُ} (١٨).


(١) بن الظهير: ابن الظهير، م ف؛ فى اليونينى ج‍ ١ ى ٥٣١ وج‍ ٢ ص ١٩٢ «ابن ماجد»
(٢) رجل: رجلا--الحموى: فى ذيل مرآة الزمان «الخضر الحميدى»
(٥) وركبت: وركب
(١٧) الدميمه: الذميمة--واسااته: وإساءاته
(١٨) القرآن ٢٨:١٨