عبيد الله بن عمر، كان شديد البطش، وله أخبار بصفّين فى قتاله عليّا مع معاوية، ولمّا بويع لعلىّ بالخلافة هرب منه، وخاف أن يقيّده بالهرمزان، وسيأتى ذكر ذلك إن شاء الله تعالى.
وكان مع معاوية، وكان معه سيف عمر رضى الله عنه، وهو ذو الوشاح، وسيأتى مصافاته عند ذكر حرب صفّين.
ولمّا استمرّ القتل بصفّين، قال معاوية: من لربيعة؟ وكانوا يقاتلون مع علىّ قتالا شديدا أنكوا فيه (١)، فقال له عبيد الله بن عمر: أنا لهم إن أعطيتنى ما أسلك فيه، قال: سل! قال: الغمامة تصرفها معى، وهى كتيبة معاوية، وكان يقال لها الغمامة والخضراء والشهباء، فصرفها معاوية معه، فمال عبيد الله إلى فسطاطه ومعه بحريّة بنت هانئ بن قبيصة الشيبانى، فظاهر بين درعين.
فقالت له زوجته: ما هذا؟ (١٩٦) قال: عبّأنى معاوية لقومك فى الغمامة، فما ظنّك؟ قالت: ظنّى أنّهم سيد عوننى أيّما منك، فقتل ذلك اليوم.
فلمّا كان العشىّ وتراجع الناس، أقبلت بحريّة على بغلتها، وعليها خميصة سوداء، ومعها غلمة لها، حتى انتهت إلى ربيعة، فسلّمت، ثم قالت: يا معشر ربيعة، لا يخز الله هذه الوجوه، قالوا: من أنت؟ قالت: أنا بحريّة بنت هانئ، قالوا: مرحبا وأهلا وسهلا بسيّدة نسائنا، وابنة سيّدنا، ما حاجتك؟ قالت:
جثّة عبيد الله بن عمر بن الخطّاب، قالوا: أذنّا لك فيها، وأشاروا إلى الناحية