انتهى الكلام في أولاد نوح، عليه السلام، الثلاث: سام وحام ويافث، وأولادهم ونسلهم وشعوبهم وقبائلهم ومواطنهم، حسب ما اشترطنا، وذلك حدّ الطاقة وجهد المجتهد بحكم التلخيص، لا الإطناب.
وأبتدئ من ها هنا في ذكر تفرّق الطوائف من الناس من نسل سام، ثمّ نتلوا ذلك بذكر كهّان العرب، وكهّان مصر، وعجائبها وأحوالها، ما لعلّه من غريب الكلام، ممّا لم يصغ (٧١) بتاريخ قبله. ويستفتح الآن بذكر تفرّق الطوائف.
ذكر تفرّق الطوائف من الناس بعد الطوفان
كان الناس مجتمعون بعد الطوفان في مكان واحد بأرض بابل ولغتهم السّريانيّة. فأرسل الله تعالى ريحا ترفعهم، فتفرّقوا. فسلك قحطان وعاد وثمود وعملاق وطسم وجديس طريقا، وألهمهم الله تعالى اللسان العربيّ، وساقهم الريح إلى اليمن، وجازت عاد إلى الأحقاف، ونزل ثمود بن عابر بولده ناحية الحجر، ونزل جديس أخو ثمود اليمامة، ثمّ شخص طسم بن