هو القاضى الفاضل عند اسمه، الآخذ من درجة السبق فى الفضيلة بأوفر من نصيبه وقسمه، عبد الرحيم بن على البيسانى. قال:«أنفذنى والدى من عسقلان إلى الديار المصرية أيام الفتنة بوزارة شاور، وكتب على يدى كتاب إلى صاحب ديوان الترسل، وكان يعرف بابن الخلال. فلما مثلت بين يديه، وقرأ الكتاب، وفهم أنى من طلبة علمه قال لى: «يا ولدى ما الذى اعتدته وحصلته لهذه الصناعة؟» قلت: «حفظ كتاب الله العزيز وكتاب الحماسة». قال:«إن فيهما لكفاية، مع ما أرى من نجابتك».
ثم ترقت به الأحوال إلى أن صار منه ما شاع وذاع، وشنف بذكر محاسنه الأسماع.
وإن كان آخر فقد تقدم بفضله على الأوائل، وعبر على وجه قس وسحبان وائل.
لا أعلم بالمشرق والمغرب مثله، وعنوان عجائبه مثل قوله: ووافينا قلعة نجم وهى نجم فى سحاب، وعقاب فى عقاب، وهامة لها الغمامة عمامة، وأنملة إذا خضبها الأصيل.
كان الهلال لها قلامة. قلت: ما أحسن هذا الحل بالمعنى. وبعض اللفظ من قول ابن المعتز:
ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا ... مثل القلامة قد قدت من الظفر
فإن جل المنظوم على ثلاثة أضرب؛ الأول-وهو أقلهم رتبة-وذلك أن تحلّه بمعناه ولفظه؛ والثانى أعلى منه رتبة أن تحل ببعض لفظه وبمعناه؛ والثالث أن تحل بالمعنى دون اللفظ، وهو أفضل الثلاث، والله أعلم.
نقلت من حظ القاضى محيى الدين بن عبد الظاهر-رحمه الله-يقول: نقلت من خط الأشرف بن الفاضل-رحمه الله-قال: اختار الله لجدى-رحمه الله-جواره ليلة الأحد الحادى عشر من شهر ربيع الأول، سنة ست وأربعين وخمسمائة. واختار الله