وتسألها إيفاد علىّ إليها، فانطلق جعفر، ففعل ذلك، وجاء بعلىّ رضى الله عنه وقد حضر عند أبى طالب، فلما رآه بشّ به، وأجلسه على فخذه، وجعل كفّه على رأسه، ووضع فى فيه لقمة، فلاكها علىّ رضى الله عنه ثم لفظها، وبكى، فقال أبو طالب: يا فاطمة، خذى إليك هذا الطفل، وانظرى ما شأنه! فأخذته أمّه، ولا طفته، وسكّتته، وسألته، فقال: أتكتمين علىّ؟ فقالت:
نعم (٢٤٨) قال: يا أمّاه، إنّى لأجد لكفّ محمد بردا، ولطعامه قداوة، وإنّى وجدت لكفّ أبى حرّا، ولطعامه وخامة ونغلا، فقالت له: لا تفه بهذا، وإن سألك أبوك فقل: إنّى مغست، ولمّا فرغ أبو طالب من غدائه قال:
يا فاطمة ما بال ابنى؟ فقالت: إنّه كان مغس، ثم قد عوفى، فقال: كلاّ وهبل، ما به إلاّ إيثار محمّد علينا، فألحقيه به، ولا تعرضى له بعد، فيوشك أن يهصر به أصلاب قريش.
[تفسير كلمات من هذا الخبر]
قوله: فلاكها ثم لفظها: الّلوك المضغ، واللفظ: إلقاء الشئ من الفم، وقوله: