بالبصرة، حتى ثبت أنه مات فى ثلثة أيام عدة مايتى ألف وعشرة آلاف، فى كل يوم سبعين ألف نفر. فسمى طاعون الجارف. وفيها قتل المختار ابن أبى عبيد الثقفى، قتله مصعب بن الزبير فى شهر رمضان من هذه السنة، وبعث برأسه إلى أخيه عبد الله بن الزبير، وسمّر يده على حايط المسجد، ولم تزل مسمرة حتى قدم الحجاج بن يوسف الكوفة فأمر بها فانتزعت ودفنت.
[ذكر المختار ونبذ من أخباره]
هو المختار بن أبى عبيد الثقفى، وكان لأبيه آثار جميلة فى الإسلام، وأخت المختار صفية بنت أبى عبيد، زوج عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما. (٩٧) والمختار هو كذاب ثقيف الذى جاء فيه الحديث، وكان يزعم أنه يوحى إليه فى قتلة الحسين عليه السلام. فقتلهم بكل موضع، وكانت له أسجاع يضعها وألفاظ يبتدعها ويزعم أنها تنزل إليه، وقيل للأحنف بن قيس أن المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال:
صدق، إن الشياطين ليوحى بعضهم إلى بعض.
وكانت أم المختار تقول لما حملت بالمختار: رأيت فى النوم قايلا يقول: ابشرى بولد أشد من الأسد إذا الرجال فى كبد. وكان مع أبيه حين