وجهه عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى العراق. وكان يوم قتل أبوه عمره ثلث عشرة سنة، وكان المختار يقول: والله لأعلونّ منبرا بعد منبر، ولألفّنّ عسكرا بعد عسكر، ولأخيفنّ أهل الحرمين، ولأذعرنّ أهل المشرقين والمغربين. وإنّ خبرى لفى زبر الأوّلين حتى لتكونن العالمين لى تالين.
وكان المختار عثمانيا أولا. فلما بعث الحسين بن علىّ عليه السّلام مسلم بن عقيل، نزل دار المختار بالكوفة، فبايعه المختار فيمن بايعه. فأخذه ابن زياد فحبسه، ثم شفع فيه عنده فأطلقه، وكان بن زياد قد ضرب المختار عند حبسه إياه بقضيب فشتر عينه،. فلمّا أخرجه من الحبس، لقيه ابن الغرق، فلما رأى عينه استرجع، فقال المختار: شتر عينى ابن الزانية، قتلنى الله إن لم أقطع أنامله وأباجله وأعضاءه إربا إربا، اسمع هذا الكلام منّى. ثم ذكر بن الزبير فقال: إن سمع منّى وقبل عنّى كفيته أمر الناس، وإلاّ فلست بدون رجل من العرب، وإن الفتنة قد برقت ورعدت وكأن قد انبعت فوطبت فى خطامها.
ثم قدم على بن الزبير فى أول شأنه فرحب به وأوسع. . . له ابن الزبير (٩٨) عن أهل العراق فقال: هم لسلطانهم فى العلانية أولياء وفى
(٨) الغرق: انظر تاريخ الطبرى ٢/ ٩٩٦ (حوادث ٧٧)؛ فى الكامل ٤/ ١٦٩:«العرق»
(١٣ - ١٤) أوسع. . . العراق: فى أنساب الأشراف ٥/ ٢١٦: «أوسع له ثم قال له: ما حال العراق»