للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢٣٠) ذكر سنة خمس وستين ومائتين

النيل المبارك في هذه السنة

الماء القديم ستة أذرع وتسعة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأربعة عشر إصبعا.

ما لخّص من الحوادث

الخليفة المعتمد على الله وأخوه الموفّق صاحب الأمر وإليه رجوع الأحوال. وأحمد بن طولون بمصر. وعزل أبا أيّوب عن الخراج وولّى مكانه عليّ بن الحسين الأطروش. والقاضي بكّار مستمرّ على قضائه.

فيها وصل يعقوب الصفّار إلى الأهواز قاصدا العراق فتوفّي بجنديسابور وكانت وفاته بالقولنج فأخبره طبيبه أن لا دواء له إلاّ الحقنة فأباها واختار الموت عليها. فكانت مدة تغلّب يعقوب مذ ملك سجستان وإلى أن مات أربع عشرة سنة وشهورا. وكان يعقوب حازما في رأيه، ثابتا في حروبه، ذا همة وشجاعة وجدّ في أموره. وكان عنده ظلم وجور؛ يلبس لباس المتطوّعين والزهّاد، ويفعل فعل الخوارج والمرّاق. وكان قلّ أن يرى مبتسما! وقام بالأمر بعده أخوه عمرو بن الليث الصفّار الثاني من الصفّاريّة. لمّا توفّي يعقوب بن الليث بايع جيشه أخاه عمرا بجنديسابور. فبادر عمرو بكتبه إلى الإمام المعتمد تتضمّن أنّه سامع مطيع لا يخرج عن المرسوم له. فبعث الخليفة إليه أحمد بن الأصبغ في ذي القعدة من هذه السنة بخلع وعهد على خراسان وبلاد فارس وإصبهان وسجستان وكرمان والسند. واستثنى ما وراء النهر فإنه أبقاه بيد نصر بن أحمد بن أسد بن سامان خداه. وأمر بمواقعة أحمد بن عبد الله (٢٣١) الخجستاني المتغلّب على