الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، وحنظلة بن صفوان بحاله، وكذلك القسم بن عبيد الله والقاضى خير بن نعيم.
ولم تزال الناس من أهل مصر فى أشد ما يكون من ذلك الفار المقدم ذكره إلى أن طلع النيل المبارك وغرقه جميعه وغسل الأرض منه.
وحصبت مصر تلك السنة خصبا حسنا، ورخصت الأسعار فيها، وكانت سنة كثيرة الخير والعافية وفصلت الناس من ذلك الضعف، لكن بعد أن أقاموا أربعة عشر شهر، وتوفى فيه خلق كثير من أعيان الناس، وكانت العاقبة فى هذه السنة إلى خير فلله الحمد والمنة.
وفيها ظهر بالغرب رجل يعرف بالطيّار.
ذكر صاحب تاريخ (٢٧٢) الأندلس وقال إنه كان يوجد يوما بغرناطة وثانى يوم بطليطلة، وشاعت أخباره وتبعته الناس، وعاد له حشد عظيم ولا رآه أحد يأكل طعاما ولا يشرب ولا يتغوط. وأفسد عقول أهل جزيرة الأندلس، وتكلموا فيه بكلام كثير لا يسع إيراده. وآخر أمره أنه عدم ولا علم له خبر، وكانت مدة ظهوره إلى حين عدمه سنتين وأربعة أشهر ولا علم أحدا نسبه ولا أصله ولا من أين كان مأتاه ولا أين ذهب. وكان من حليته أنه رجل تام الخلق، حسن الصورة، أشقر اللون واللحية، غير
(٥) المقدم ذكره: انظر هنا ص ٤١٧:٢ - ١١
(١١) تاريخ الأندلس: لم أعثر على هذا المؤلّف ومؤلفه؛ عن الطيّار انظر مقالة «جعفر بن أبى طالب» لفيتشا فالييرى ٣٧٢