وكان الأمين محمد استخلف فى بعض مغازيه على قرطبة الوليد بن غانم. وكان فى قصره بعض أولاده، وكان لذلك الوليد وكيل متدلّل كثير الفساد. فرفعه بعض من ظلمه إلى الوليد فاستحضره ليزجره، فبعث ولد الأمين (٣٠٤) خادما من خدمه يرسم له بإطلاقه والكف عنه، وإلا خرج بنفسه، فضحك الوليد، وكان لم ير ضاحكا قط. وقال للخادم: بالله الذى لا إله إلا هو لأن خرج رجله من باب القصر لأطرحنه بسجن الدويرة حتى يحضر أباه، أو يأتينى أمره بإطلاقه. ثم قال: علىّ بالبوابين. فقاموا إليه، فأمرهم بمثل ذلك وضرب الوكيل بالسياط.
وولد محمد الأمين فى ذى القعدة سنة سبع ومايتين، وتوفى ليلة الخميس لليلة بقيت من صفر سنة ثلث وسبعين ومايتين. فكان عمره خمسا وستين سنة وثلثة أشهر، وكانت مدة مملكته أربعا وثلثين سنة وشهرين.
[أبو الحكم المنذر بن محمد الأمين]
بويع له فى صبيحة مات فيها أبيه، وقيل فى اليوم الرابع من وفاته
(١ - ٨) كان. . . بالسياط: ورد النص فى تاريخ افتتاح الأندلس ٨٦ - ٨٧ باختلاف فى اللفظ
(٩ - ١٠) ليلة. . . صفر: فى العقد الفريد ٤/ ٤٩٣: «يوم الجمعة مستهلّ ربيع الأول»؛ فى نهاية الأرب ٢٣/ ٣٩٢:«فى سلخ صفر. . . وقيل فى يوم الأحد غرّة شهر ربيع الأول»
(١٤ - ١،٤٧٤) بويع. . . ربيع الأول: فى البيان المغرب ٢/ ١١٣: «بويع يوم الأحد لثمان خلون من ربيع الأول سنة ٢٧٣»؛ فى الكامل ٧/ ٤٢٤:«ولما مات ولى بعده ابنه المنذر بن محمد، بويع له بعد موت أبيه بثلاث ليال. . .»؛ وفقا لزامبور، كتاب الأنساب ٣، حكم من ٦ صفر