ما علم سائر المنافع من عمل الخير وتجنّب الشرّ وجميع ما يحدث في العالم، وتمّ للعالم في وقت وصيّة برد بن قينان ألف سنة وستّمائة سنة وأربعين سنة. هذه رواية محمّد بن جرير الطّبريّ. وولد له أخنوخ وهو ابن مائة سنة، ومات وله من العمر سبع مائة وسبعين سنة، وأوصى إلى ولده أخنوخ.
ذكر أخنوخ، وهو إدريس النبيّ، صلوات الله عليه وسلم
هو إدريس، عليه السلام، وسمّاه الله تعالى إدريس لكثرة دراسته للصحف، وأنزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفة. وكان أوّل من أعطي النبوّة، وأوّل من خطّ بالقلم، وأوّل من خاط الثياب، وأوّل من أظهر علم النّجوم ودلّ على تركيب الأفلاك وقدّر سير الكواكب ونبّه على عجائب الصنع فيها، وأوّل من جاهد، وأوّل من استرقّ الرقيق من ولد قابيل. قال:
وكان ذلك كلّه في حياة آدم، عليه السلام. ورفع إلى السماء وله من العمر ثلاثمائة وخمس وستّون سنة. ويقال: إنّه قبضت روحه في السماء الرابعة، وصلّت عليه الملائكة، وبدنه في السماء الرابعة، تصلّي عليه الملائكة كلّما هبطت. وقيل: مات وأحياه الله تعالى وأدخله الجنّة، وهو فيها إلى الآن.