للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة ثلاث وعشرين وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم أربعة أذرع وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا واثنى عشر أصبعا.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة الإمام الظاهر بأمر الله أمير المؤمنين، إلى أن توفى فى هذه السنة-حسبما يأتى من ذكر ذلك فى تاريخه. والسلطان الملك الكامل بحاله. وكذلك الملوك إخوته-حسبما تقدم من ذكرهم. والسلطان جلال الدين سلطان الشرق، والحروب بينه وبين التتار سجال.

وفى ربيع الآخر وصل القاضى محيى الدين بن الجوزى، والأمير سيف الدين ألب رسلان، رسلا من جهة الإمام الظاهر بأمر الله، ولقيهم السلطان الملك الكامل من القصير الذى بظاهر القاهرة، وضرب له مخيم، وجلسوا فيه، واجتمع الناس، وكان يوما مشهودا. وقرأ ابن الجوزى التقليد، وألبس السلطان الفرجية المذهبة، والجبة والعمامة السوداء، وطوق ذهب مرصع بالجواهر الثمينة. وقلد بسيف محلى مرصع، وعلم مذهب. وقدم له حجرة صفراء منعلة بذهب، وعدتها جميعها ذهب عين مصرى مرصع. وقومت الخلعة بعد ذلك بخمسين ألف دينار. وخلع على أولاده، الملك المسعود والملك الصالح، وقلدوا، ومنطقوا، وعلى جماعة من أعيان الدولة.

وفى جمادى الآخرة زوّج السلطان الملك الكامل ابنته من ابن صاحب الروم.

وفى سابع عشر شعبان خرج السلطان متوجها إلى الشام. ثم عاد إلى القاهرة، ولم يتعد بلبيس. وكانت عودته سابع وعشرين رمضان المعظم.