أكمد بها العدو، وأسر بها الصديق». فقال:«أما هذا فلا تسمع الناس أنك هجوتنا ونخلع عليك». قلت:«فليكن هذا الإنعام الذى تصدق به السلطان مقررا راتبا فى كل سنة». فقال:«أولا تعيش لذلك. لكن احضر لنا مسودة هذه القصيدة التى أحسنت فيها وتفضلت». فقلت:«ليس لها مسودة، إلا حفظى لها بلسانى».
فقال:«قطعه الله». ثم خرجت من بين يديه وقبضت جميع ذلك. وهذا مما يعتد به من حلم الملك العادل، رحمه الله.
وفيها فتح السلطان جلال الدين الخوارزمى مدينة تفليس. وهذه كرسى مملكة الكرج. وعجز عن فتحها سائر الملوك المتقدمة من آل سلجوق وغيرهم، من حيث غلبت عليها الكرج. وكان الكرج لما افتتحوها أبقوا من بها من المسلمين. فلما قوى سلطان جلال الدين وتتبع الكرج وقتلهم بكل مكان، طلب تفليس، وافتتحها عنوة بالسيف، بمساعدة من كان بها من المسلمين، وقتل جميع من كان فيها من الكرج.
وفيها كانت الوقعة بين عسكر جلال الدين وبين عسكر الملك الأشرف موسى.
وكانت النصرة لجماعة الأشرف، ومقدمهم حسام الدين على الحاجب.