وإذا نظرت فإن يوما زائلا ... بالبؤس خير من نعيم زائل
وله فى الوزير شكر:
مدحتك ألسنة الأنام مخافة ... وتشاهدت لك بالثناء الأحسن
أترى الزمان مؤخرا فى مدتى ... حتى أعيش إلى انطلاق الألسن
وحكى عنه أنه أصابته ضائقة شديدة فى أيام السلطان الملك العادل أبو بكر ابن أيوب، فعمل قصيدة هجا بها الملك العادل وولده الكامل، أولها يقول:
يا ظالما لقّب بالعادل ... ويا ناقصا لقّب بالكامل
أهلكتما كل جميع الورى ... لا عشتما دهرا إلى قابل
وهى طويلة، وفيها سب قبيح فى مثل تلك الملوك الحسان، أضربت عنها.
وكتبها، وأتى بها إلى دار الوزارة بالقاهرة. قال: وأعطيتها إلى الطواشى صواب العادلى، وكان يومئذ أستادار السلطان، فجعلها فى جملة القصص، فدخل بها إليه فقرأها السلطان، وجعلها تحت فخذه إلى أن قام من مجلسه، وقد صار وقت الظهر، وخرج جميع الناس من بين يديه. فسير من كشف أمرى، فوجدنى جالسا أنتظر الجواب بما يكون، فاستدعانى، فدخلت عليه، فقال:«هذا نظمك؟». قلت:«نعم». قال:
«فما حملك على هذا؟». فقلت:«الفقر والفاقة، إما تقتلنى فأستريح، وإما أن تشملنى صدقاتك». قال: فأمر لى بمائة دينار. فقلت:«ولا بد من مركوب». فأمر لى ببغلة.
فخرجت من بين يديه. ثم خطر ببالى الزيادة. فقلت للطواشى:«أعدنى إليه». فشاور علىّ فدخلت عليه. فقلت:«لم يشملنى إنعام السلطان بقوت العائلة». فأمر لى بخمسين أردب قمح. قلت:«وعليق البغلة»، فأمر بعشرين أردب شعير. فخرجت، ثم قلت للطواشى:«أريد العودة إليه». فقال الطواشى:«أظنك مجنون، ورب الكعبة».
فقلت:«لا بد من العود إليه». قال: فدخلت عليه ثالثة، فقلت: «لا بد من خلعة