وعبد الكريم بن أبي العوجاء، ورجل من الأزد لا يذكر؛ فكانوا يجتمعون في منزل الأزدي ويختصمون عنده. فأمّا عمرو وواصل فصاروا إلى القول بالاعتزال، وأمّا عبد الكريم وصالح فصحّحا الثنوية، وأمّا بشّار فبقي محيّرا مخلّطا (٥٨)،وأمّا الأزديّ فمال إلى قول السمنية-وهو مذهب من مذاهب الهند، وبقي ظاهره على ما كان عليه ويظهر للناس بذلك.
قلت: هذا الكلام ممّا رواه أبو الفرج صاحب الأغاني في كتابه. وجرّه هاهنا ذكر بشّار بن برد والعهدة فيه على ناقله في الأصل.
وقال: إنّ عمرا بلغه أنّ عبد الكريم يفسد الأحداث فقال له عمرو: قد بلغني أنك لا تزال تخلو بالحدث من أحداثنا فتفسده وتستزلّه وتدخله في دينك؛ فإن خرجت من مصرنا وإلاّ قمت فيك مقاما آتي فيه على نفسك فلحق بالكوفة فدلّ عليه محمد بن سليمان فقتله وصلبه، وأراح الله من سوء اعتقاده.
ذكر سنة ستين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان وثمانية أصابع، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا فقط.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المهدي محمد بن عبد الله المنصور. وموسى بن عليّ على حرب مصر، وأبو ضمرة محمد بن سليمان على الخراج، والقاضي ابن لهيعة قاضيا بحاله.