روى ابن عساكر-في تاريخه-رحمه الله عن الدولابي أنّ المعتصم اقتنى أسدا عظيم الخلق لم ير الناس مثله؛ فسلسله وجعله في مجلسه. فبينا هو ذات يوم جالس إذ انفلت ذلك الأسد من وثاقه ووثب على المعتصم فضربه بعمود كان لا يبرح في يده من حديد بحلق من ذهب فحطّم به رأس الأسد ولعظم الضربة انكسرت يده، وانصرع الأسد مجندلا! فأحضر المعتصم المجبّر فجبر يده فلمّا جبرت وجدها معوجّة فأحضر المجبّر وقال: اعدلها! فقال: يا أمير المؤمنين! لا تعتدل حتّى تكسر ثانيا! فرفع (١٨٠) يده وضرب بها حافّة السرير فكسرها وقال: جبّر معتدلا وإلاّ ضربت عنقك! فجبرها ذلك اليوم.
ولعظم ما عاين المجبّر من جبروته لم يعش إلاّ أياما قليلة ومات فرقا. وكان شديدا قويا يحمل ألف منّ ويمشي به عدّة خطوات.
ذكر سنة اثنتين وعشرين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وخمسة عشر إصبعا. ومبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وأحد وعشرون إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة محمد المعتصم بن هارون الرشيد. وولي موسى بن أبي العبّاس الحرب بمصر. وأبو الجارود الخراج.
وفيها انقضّ نجم لم ير الناس أعظم منه حتّى نودي بالنفير في الرقّة وكور الجزيرة والشامات، وتخوّفت الناس منه عدّة ليال.