للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النخيل وأثمارها]

(٢٧٨) وهنا حكاية طريقة فى التين نذكرها قبل ذلك: قيل: دخل مريد على بعض المشايخ القرّاء وقد أهدى للشيخ تين فى أوّل أوانه فلمّا أحسّ به جعل الطبق تحت السرير ثم قال لمريده: ما الذى جاء بك فى هذا الوقت؟ قال:

يا سيدى مررت بباب أبى العبّاس الكاتب فسمعت جارية تقرأ بلحن ما سمعت أطيب منه فلم أزل مصغى لها حتى أتقنت حفظه وأتيتك لمعرفتى لمحبّتك فى القراءات، قال: هات وأوجز! فتنحنح وقال: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} {وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ»} (١)، فقال: ويحك وأين التين؟ قال: ها هو تحت السرير: فضحك منه وتواكلا (٣) جميعا.

[ولنعود لذكر النخيل]

والنخيل بين تلك الأدواح، يتلاعب بسعفه الأرواح، قد تهدّلت قنوها، كوالدة حملت بينها من حنوها، أو كما ذكر أنّ ملكة للسودان فى بعض الجزائر عريانة الجسد وتاجها على رأسها منوّعا بأفخر الجواهر، فقلت فى ذلك ما حضر، وهو معنى مبتكر (من السريع): (٤)

كأنّما النخلة فى دوحها ... وبسرها زاد فى أبهاجها

كما حدث عن مليكة عريانة ... وعلى رأسها تاجها

ومن البديع قول ابن وكيع (من البسيط): (٢)

أما ترى النخل حاملات ... بسرا (٥) حكى صبغه الشقيقا

كأنّما خوصه عليه ... زبرجد مثمرا عقيقا


(١) القرآن الكريم ٩٥/ ١ - ٣
(٢) حلبة ٢٦١، -٤ (دون نسبة)؛ نهاية الأرب ١١/ ١٢٧، -٨ (دون نسبة)؛ غرائب التنبيهات ١١٢،٧ (منسوب إلى ابن وكيع)
(٣) تواكلا: تآكلا
(٤) مضطرب الوزن
(٥) بسرا-الشقيقا: ولونه قد حكى الشقيقا حلبة